عمار علي حسن ومهزلة “المثقفين” في مصر

Ammar ali Hassan
Ammar ali Hassan

أثناء قراءتي لمقال عمار علي حسن في المصري اليوم الذي نشر بتاريخ 1 نوفمبر 2011، تداعت إلى ذهني صورته يوم 9 أبريل، عندما وقف في المؤتمر الصحفي الذي عقده-تقريبا- مجلس حكماء الثورة، ردا على أحداث التحرير في اليوم السابق،  ليدق بيده على المنضدة أمام الجميع صارخا: الجيش خط أحمر. يومها لم يستكمل المؤتمر وانتهى لأن بعض أسئلة الصحفيين لم تستهو القائمين على المؤتمرعلى ما يبدو.

منذ ذلك اليوم لم تتوقف دماء المصريين على يد العسكر وصولا إلى مذبحة ماسبيرو، إلى جانب آلاف المصريين الذين يحاكمون عسكريا.

أين “المثقفون” من ذلك؟ هل تنكرون أنكم ساهمتم منذ البداية في الترويج لأسطورة “الجيش والشعب إيد واحدة” والتي تحولت إلى مسلّمة تاريخية لا يزال يحتضنها ويؤمن بها العديد من أبناء هذا الشعب؟ وكيف ألومهم، وقد انبرى “مثقفونا” و”حكماؤنا”  يغضون البصر عن فظائع العسكر ويتبخترون يمينا وشمالا بتفاؤلهم المطلق وثقتهم في العسكر؟

ولو زعمنا أن حسن، والذي يلوم على “المثقفين” المنافقين، قد ارتكب خطأ في البداية وهو الآن بعد7 شهور من واقعة أبريل الشهيرة،  يبدي ندما على موقفه، فكيف نفسر موقفه من أحداث ماسبيرو الشهر الحالي؟

علق على أحداث ماسبيرو بأن رصاص الجيش “فشنك”، وليس ذلك فقط، بل وأنه إن كان هناك دهس بالفعل، فإن ذلك “من قبل الموجودين أمام ماسبيرو وليس من قبل قادة الجيش“!!!!

كل يوم يمضي يرتكب فيه العسكر فظائع جديدة، بمساندة أصدقائهم الشرطة، و”المثقفين”، كل يوم يمضي تقول الوقائع أن العسكر سيعملون بأقصى ما عندهم ليؤمنوا بقاءهم في السلطة، وليضمنوا تمام الضمان، أنه لا سلطة للشعب عليهم، وأنه لن يجيء برلمان في يوم من الأيام ليحاسبهم على جرائمهم.

وفي الحقيقة، لم تطل التكهنات طويلا، فقد جاءت وثيقة المباديء الأساسية للدستور والتي أصدرها العسكر اليوم، كي تؤكد للجميع بما لا يدع مجالا للشك أنهم لا ينوون الذهاب.

.أي مهزلة تلك التي شاركتم في صنعها؟ وعن أي مثقفين يتحدث الأستاذ حسن؟  لن يغفر لكم التاريخ ذلك، أوعلى الأقل لن أغفر أنا شخصيا ذلك.

Leave a comment

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.